يستعد العالم لاستقبال عام 2022 على وقع الانتشار الجديد لفيروس كورونا خاصة مع تفشي متحور أوميكرون في عدة بلدان. وتوفي أكثر من 5,4 ملايين شخص منذ ظهور الفيروس للمرة الأول في الصين في ديسمبر 2019.
وأُصيب بالمرض عدد لا يُحصى من الأشخاص وخضع كثرٌ لتدابير عزل وحظر تجول وللكثير من الفحوص.
وتسبب ظهور المتحوّرة أوميكرون نهاية العام 2021 بتجاوز حصيلة الإصابات اليومية في العالم مليونا للمرة الأولى، بحسب تعداد وكالة الأنباء الفرنسية.
وأضيفت فرنسا مساء الخميس إلى قائمة الدول التي أعلنت أن أوميكرون باتت المتحورة المهيمنة على أراضيها بعد “تقدم كبير” في الأيام الأخيرة.
سباق مع الزمن لاحتواء الوباء
وفي خطابه لمناسبة حلول العام الجديد، أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الجمعة أنه حقق الهدف الرسمي القاضي بتوفير جرعة معززة لجميع البالغين قبل نهاية ديسمبر.
واذ اعتبر أن الوضع الراهن “افضل من نظيره العام الفائت” بفضل حملات التلقيح، كرر تشجيع مواطنيه على تلقي اللقاح.
وعلى صعيد العلاجات، وبعدما كانت أول بلد يوافق في نوفمبر على استخدام العقار المضاد لكوفيد الذي انتجه مختبر ميرك، أجازت بريطانيا الجمعة استخدام عقار مماثل أنتجته شركة فايزر ويعرف باسم “باكسلوفيد”، بحسب ما أعلنت وكالة الأدوية.
وتسجّل بريطانيا والولايات المتحدة وحتى أستراليا التي بقيت لوقت طويل بمنأى من الوباء، أعداد إصابات قياسية.
إلا أن توزيع اللقاحات على نحو 60% من سكان العالم يبعث بصيص أمل، رغم أن بعض الدول الفقيرة لم تحصل على ما يكفيها من اللقاحات وأن فئة من الشعوب لا تزال مناهضة لها.
عام جديد على وقع فيروس كورونا
من سيول إلى سان فرانسيسكو، أُلغيت احتفالات عيد رأس السنة أو تقلّصت. إلا أن احتفالات ريو دي جانيرو التي تجمع عادة ثلاثة ملايين شخص على شاطئ كوباكابانا، أُبقيت.
على غرار ما سيحصل في ساحة تايمز سكوير في نيويورك، سيتمّ تقليص الاحتفالات الرسمية، لكن يُنتظر حضور حشود كبيرة.
وقال فرانسيسكو رودريغيز (45 عامًا) وهو نادل في كوباكابانا، “الناس ليس لديهم سوى رغبة واحدة، الخروج من منازلهم والاحتفال بالحياة بعد وباء أجبر العالم على الانعزال”.
وبعض البرازيليين أكثر تشكيكا في بلد أودى الوباء فيه بنحو 619 ألف شخص، وهي ثاني أسوأ حصيلة في العالم بعد الولايات المتحدة.
وأبقت سيدني أكبر مدينة في أستراليا، أيضا عرضها للمفرقعات التي ستضيء مرفأ المدنية الرمزي. وخلافا للحدث الذي أُقيم بدون جمهور العام الماضي، يُنتظر حضور عشرات آلاف الأشخاص.
وتؤكد السلطات الأسترالية أن تغيير موقفها بشكل مفاجئ لناحية التخلي عن استراتيجيتها بعنوان “صفر كوفيد” لصالح استراتيجية “التعايش مع كوفيد”، مبني على معدلات التلقيح المرتفعة وعلى الاقتناع المتزايد بأن المتحوّرة أوميكرون ليست قاتلة.
وفي دولة الإمارات، أبقت دبي عرض الألعاب النارية عند برج خليفة، أطول برج في العالم، فيما ستحاول إمارة رأس الخيمة مجددا تحطيم الرقم القياسي لأكبر عرض مفرقعات في العالم.
في جنوب إفريقيا حيث اكتُشفت المتحورة الجديدة نهاية نوفمبر، رفع حظر التجول الليلي الساري منذ 21 شهرا وتمّ تأخير موعد حظر التجول من منتصف الليل إلى الرابعة فجرا للسماح بإجراء الاحتفالات. لكن وضع الكمامة ما زال إلزاميا في الأماكن العامة وما زالت التجمعات محددة بألف شخص في الخارج وألفين في الأماكن المغلقة.
وقال الوزير موندلي غونغوبيلي الجمعة في اليوم التالي للإعلان الرسمي أن تراجع عدد الإصابات في البلاد خلال الأسبوع الماضي يشير إلى أن ذروة الموجة الوبائية قد مرت و”نأمل في أن يستمر هذا الرفع” للإجراءات.
تردد في تشديد القيود لتجنب الركود الاقتصادي
ويتردد قادة الدول الغربية في إعادة فرض التدابير الصارمة التي كانت مفروضة عام 2020، وذلك لتجنب حصول ركود اقتصادي مرة أخرى.
وشهد العام 2021 في أوروبا وخارجها، زيادة في عدد التظاهرات المناهضة للقيود، في وقت كانت أقلية لا تزال مترددة في أخذ اللقاح، ما أثار مخاوف من كيفية انتهاء الوباء بدون زيادة معّلات التلقيح.
ويأمل الخبراء في أن تمضي دول العالم في اتجاه تعزيز الإجراءات الوقاية وأن يبشر العام 2022 بمرحلة جديدة بالنسبة للوباء، يسجل خلالها عدد أقل من الوفيات. لكن منظمة الصحة العالمية تتوقع أن تكون الأشهر المقبلة عصيبة.
وقال مدير المنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس “أشعر بقلق بالغ من أن يؤدي انتشار أوميكرون، كونها أشد عدوى، في الوقت نفسه مع دلتا، إلى تسونامي من الإصابات. يمثل ذلك عبئا هائلا على الطواقم الصحية المنهكة وعلى منظومات صحية باتت على شفير الانهيار”.
أ ف ب