(كش بريس/التحرير)ـ قريبا إصدار جديد ضمن منشورات مؤسسة كش بريس الإعلامية. مؤلف مغاير للمفكر البريطاني الدكتور منصور مالك بعنوان “الذكاء الاصطناعي ومستقبل الإنسانية”. (تصميم الغلاف: الفنان والباحث د محمد بديع البوسوني).
لماذا هذا الكتاب”:
“إن التفكير في الذكاء الاصطناعي ليس انشغالاً بالآلة، بل انكشافاً لحدود الإنسان نفسه. إنه كلما اقتربنا من بناء عقل صناعي، ازددنا وعياً بأن ما يجعلنا بشرًا لا يُستنسخ، الدهشة، الخطأ المقصود، الوجع، والحنين إلى المعنى.
في جوهر المسألة، لا نواجه مشروعاً علمياً بل تجربة ميتافيزيقية تعيد تعريف العلاقة بين الوعي والوجود، بين ما يُصنع وما يُحيا. فالذكاء الاصطناعي مرآة تردّ إلينا سؤالنا القديم: هل نفكر لنسيطر أم لنفهم؟
كلما زادت خوارزمياتنا دقة، خسرنا شيئاً من دهشتنا الأولى. والخطر ليس في أن تفكر الآلة، بل في أن يتحول الإنسان إلى آلة لا تسأل.
إن الوعي البشري ليس شفرةً ولا نظاماً رمزياً، بل أثرٌ من الغيب في الجسد، ونَفَسٌ من الماوراء يسكن اللغة والحلم. لذلك، لا يمكننا أن نُبرمج المعنى، لأن المعنى هو ما يجعل البرمجة ممكنة.
يبقى سؤال الذكاء الاصطناعي في النهاية امتحاناً للإنسان:
أَنصنع عقلاً جديداً أم نكتشف حدود وعينا القديم؟
فما لم نواجه الغيب الذي يسكننا، سيظل علمنا ناقصاً مهما بلغت دقّته، وسيبقى ذكاؤنا الاصطناعي مرآةً لذكاءٍ لم يفهم نفسه بعد”.
