المجتمع

اتحاد كتاب المغرب ينعى صديق المغرب الكبير الناقد الأدبي الدكتور جابر عصفور

نعا اتحاد كتاب المغرب، صديق المغرب الكبير، الناقد الأدبي والمفكر والباحث العربي، الدكتور جابر عصفور، الذي توفاه الأجل المحتوم، صباح اليوم الجمعة 31 دجنبر 2021 بالقاهرة، عن سن 77 عاما، بعد أزمة معاناة مع المرض، قاومها فقيدنا، رحمه الله، بكل عزيمة وصبر وإصرار.

فيما يلي نص بلاغ النعي، الذي توصلت به “كش بريس” :

تلقى اتحاد كتاب المغرب، بحزن وتأثر بالغين، نبأ رحيل الدكتور جابر عصفور، الناقد الأدبي والباحث وأستاذ التنوير والمفكر وصديق المغرب الكبير، صباح اليوم الجمعة 31 دجنبر 2021 بالقاهرة، عن سن 77 عاما، بعد أزمة معاناة مع المرض، قاومها فقيدنا، رحمه الله، بكل عزيمة وصبر وإصرار.

عرف ناقدنا الكبير، بحضور الثقافي والفكري والأكاديمي الوازن، عربيا وعالميا، فكان فاعلا حقيقيا في الثقافة العربية الحديثة والمعاصرة، مساهما بقوة، وعلى خطى أساتذته الكبار، وعلى رأسهم الدكتور طه حسين، في التأسيس لحركة ثقافية عربية، تنتصر لقيم الحداثة والتنوير والتجديد والتعدد والتنوع.

فضلا عن ذلك، ساهم الدكتور جابر عصفور في تطوير الدرس النقدي الأدبي العربي، مدافعا في الوقت نفسه، وبشدة، عن التنوير، وعن تجديد أسئلة الثقافة العربية والشخصية الثقافية العربية، داخل العالم العربي وخارجه، في مقابل دحضه لكل أشكال التخلف والتعصب والإرهاب، ومواجهة الأفكار الأصولية، فأثرى، بذلك كله، الحياة الثقافية والفكرية والنقدية والأدبية والسجالية، والعقل العربي، بعديد المؤلفات والدراسات والأبحاث المضيئة والمؤثرة، نذكر منها: “الصورة الفنية في التراث النقدي والبلاغي”، و”مفهوم الشعر”، و”زمن الرواية”، و”المرايا المجاورة”، و”قراءة النقد الأدبي”، و”في محنة الأدب”، و”نجيب محفوظ”، فضلا عن مؤلفاته الثلاثة عن “التنوير”، وغيرها من الكتب والترجمات والمصنفات المرجعية الرصينة.

كما عرف عن فقيدنا رحمه الله، في إطار دوره البارز في تقوية جسور الحوار والتواصل فيما بين مكونات الثقافة العربية، أنه كان من أهم المدافعين والمنتصرين العرب للثقافة المغربية، في مكوناتها وأبعادها المختلفة، بما قدمه الدكتور جابر في حقها من شهادات بليغة وكتابات محفزة، في اعتراف كبير منه بالأدب والنقد الأدبي في المغرب، في تراكمهما وتطورهما وتميزهما، عدا أنه يشهد له باهتمامه الكبير بالحضور المغربي، سواء على مستوى الملتقيات والندوات، وخاصة تلك التي كان ينظمها المجلس الأعلى للثقافة في القاهرة، أيام رئاسته له، بما هو سلوك حضاري نبيل، واصله من أتى بعده من أمناء المجلس الأعلى، بكل تبصر وثقة في النبوغ المغربي الجديد، وأيضا على مستوى مجلة “فصول” و”المركز القومي للترجمة”، حين كان يشرف عليهما، بكل مسؤولية واقتدار، وفي غيرها من المحطات الإنسانية والرمزية الأخرى.

حصل فقيدنا الراحل على عديد الجوائز التقديرية الكبرى، من عدد من المؤسسات الثقافية والجامعات العربية، ونال عديد الأوسمة من بلدان عربية، من بينها “وسام المكافأة الوطنية من درجة قائد” من ملك المغرب، في فبراير 2010.

وبهذه المناسبة الأليمة، يتقدم اتحاد كتاب المغرب بصادق التعازي والمواساة في رحيل كاتبنا الكبير الدكتور جابر عصفور رحمه الله، إلى أسرته، وإلى أصدقائه داخل مصر وخارجها، وإلى جميع المثقفين والمفكرين والأدباء في الوطن العربي، ويعتبر رحيل الفقيد خسارة كبرى لمصر وللعالم العربي وللثقافة العربية ولمؤسساتها الثقافية.

رحم الله الفقيد العزيز وأسكنه فسيح جناته، وألهم أسرته وأقرباءه وأصدقاءه ومحبيه جميل الصبر وحسن العزاء، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

‏مقالات ذات صلة

Back to top button